ولقد سعيت إلى العلا بعزيمة ... فقضى لسعيى أنّه لا يحقق
وسريت فى ليل كأنّ نجومه ... من فرط غيرتها إلىّ تحدّق
حتّى وصلت سرادق الملك الذي ... تقف الملوك ببابه تسترزق
ووقفت من ملك الزمان بموقف ... ألفيت قلب الدهر منه يخفق
فإليك يا نجم السماء فإنّنى ... قد لاح نجم الدين لى يتألّق
الصالح الملك الذي لزمانه ... حسن يتيه به الزمان ورونق
ملك تحدّث عن أبيه وجدّه ... نسب لعمرى فى العلا لا يلحق
سجدت له حتّى العيون مهابة ... أو ما تراها حين يقبل تطرق
والقصيدة أطول من هذا تركتها خوف الإطالة والملل.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٦٣٨]
السنة الأولى من ولاية الملك الصالح نجم الدين أيّوب بن الكامل محمد على مصر، وهى سنة ثمان وثلاثين وستمائة.
فيها سلّم الملك الصالح إسماعيل الشّقيف «١» لصاحب صيداء الفرنجىّ. وعزل عزّ الدين بن عبد السلام عن الخطابة وحبسه، وحبس أيضا أبا «٢» عمرو بن الحاجب لأنّهما أنكرا عليه فعله، فحبسهما مدّة ثم أطلقهما؛ وولّى العماد «٣» ابن خطيب بيت الأبّار الخطابة عوضا عن ابن عبد السلام.