السنة السابعة من ولاية الملك الناصر فرج بن برقوق الثانية على مصر وهى سنة أربع عشرة وثمانمائة.
فيها تجرد السّلطان إلى البلاد الشّامية تجريدته السّابعة، وهى التى قتل فيها فى أوائل سنة خمس عشرة وثمانمائة- حسبما تقدّم ذكره.
وفيها قتل الأمير سيف الدين تمراز بن عبد الله النّاصرىّ «١» الظاهرىّ نائب السّلطنة بالدّيار المصرية بسجنه بثغر الإسكندريّة، وكان من أجلّ الأمراء، كان تركى الجنس اشتراه الملك الظاهر برقوق وهو أتابك، ورقّاه بعد سلطنته حتى جعله أمير مائة ومقدّم ألف بالدّيار المصرية.
ثمّ حبس بعد عزله بثغر الإسكندرية مدّة ثمّ أطلق، وصار على عادته أمير مائة ومقدّم ألف، وولى نيابة الغيبة لما خرج السلطان لقتال تيمور.
ثمّ استقرّ بعد ذلك أمير مجلس، وانضمّ على الأتابك يشبك الشعبانى، وحبس معه ثانيا.
ثمّ أطلق واستقر أمير سلاح، ثم خرج مع يشبك أيضا إلى البلاد الشاميّة وواقع السّلطان بالسعيدية، ثمّ أعيد إلى رتبته أيضا بمصر مدّة، ثمّ استقرّ فى نيابة السلطنة بالديار المصرية مدّة طويلة، ثمّ فرّ من السّلطان فى ليلة بيسان وتوجّه إلى الأمير شيخ ونوروز فدام عندهما مدة.
ثمّ عاد إلى طاعة الملك الناصر بعد أمور حكيناها فى ترجمة الملك الناصر، فأكرمه الملك الناصر وأعاده إلى رتبته مدّة، ثمّ قبض عليه وحبسه بثغر الإسكندريّة إلى أن أراد السلطان السفر إلى البلاد الشامية فأمر بقتله،