يزيد الجلودي على صلاتها وركب البحر وتوجه إلى العراق؛ فلما قارب بغداد تلقاه العباس ولد الخليفة المأمون، والمعتصم محمد أخو المأمون وأعيان الدولة وقدم عبد الله بغداد وبين يديه المتغلبون على الشأم ومصر مثل ابن أبي الجمل وابن أبي أسقر «١» وغيرهما، فأكرمه المأمون؛ ثم ولاه بعد ذلك الأعمال الجليلة مثل خراسان وغيرها. ويقال: إن عبد الله بن طاهر المذكور هو الذي زرع بمصر البطيخ العبدلي «٢» وإليه ينسب بالعبدلي «٣» ، وأظنه ولده عن نوعين، فإنه لم يكن ببلد خلاف مصر اهـ. وعاش بعد عزله عن مصر سنين إلى أن مات بمرو في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين هـ بعد أن مرض ثلاثة أيام بحلقه (يعني بعلة الخوانيق) . ومات وله ثمان وأربعون سنة وقبل أن يموت تاب وكسر الملاهي وعمر الرباطات بخراسان ووقف لها الوقوف وافتدى الأسرى من الترك بنحو ألفي ألف درهم. وكان عادلاً في الرعية محبباً لهم وكان عظيم الهيبة حسن المذهب شجاعاً مقداماً. ولما مات خلف في بيت ماله أربعين ألف ألف درهم سوى ما في بيت مال العامة. وتولّى مصر من بعده عيسى ابن يزيد الجلودي الذي استخلفه عبد الله المذكور، أقره المأمون على إمرة مصر بسفارة عبد الله هذا اهـ.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢١١]
السنة الأولى من ولاية عبد الله بن طاهر على مصر وهي سنة إحدى عشرة ومائتين- فيها أمر المأمون بأن ينادى: برئت الذمة ممن ذكر معاوية بن أبي سفيان بخير أو فضله على أحد من الصحابة؛ وأن أفضل الخلق بعد رسول الله صلى