فأعطاه عشرين ألفاً. وقيل: إنه أنشده غيرهما وهو قوله أيضا:
يقول رجال إن مرو بعيدة ... وما بعدت مرو وفيها ابن طاهر
وقيل: إن عبد الله بن طاهر قدم مرة نيسابور فأمطروا، فقال بعض الشعراء:
قد قحط الناس في زمانهم ... حتى إذا جئت جئت بالمطر
غيثان في ساعة لنا أتيا ... فمرحباً بالأمير والدرر
ومن شعر عبد الله بن طاهر المذكور قوله:
نبهته وظلام الليل منسدل ... بين الرياض دفيناً في الرياحين
فقلت خذ قال كفي لا تطاوعني ... فقلت قم قال رجلي لا تواتيني «١»
إني غفلت عن الساقي فصيرني ... كما تراني سليب العقل والدين
وله نظم كثير غير ذلك. ولما دخل إلى مصر وفرق خراجها قبل أن يدخلها حسبما تقدم ذكره أنشده عطاء الطائي- وكان عبد الله بن طاهر واجدا عليه قبل ذلك- قوله:
يا أعظم الناس عفواً عند مقدرة ... وأظلم الناس عند الجود للمال
لو يصبح النيل يجري ماؤه ذهباً ... لما أشرت إلى خزن بمثقال
فأعجبه وعفا عنه؛ وأقترض عشرة آلاف دينار ودفعها إليه، فإنه كان فرق جميع ما معه قبل دخول مصر.
ولما دخل عبد الله بن طاهر إلى مصر قمع المفسدين بها ومهد البلاد ورتب أحوالها وأقام على إمرة مصر سنة واحدة وخمسة أشهر وعشرة أيام، وخرج منها لخمس بقين من شهر رجب سنة اثنتي عشرة ومائتين؛ واستخلف على مصر عيسى بن