السنة السابعة من ولاية يزيد بن حاتم على مصر وهي سنة إحدى وخمسين ومائة- وهي التي عزل فيها. وفيها عزل المنصور عمر بن حفص المهلبي عن السند بهشام بن عمرو التغلبي «١» ، وتولى المهلبي هذا إفريقية. وفيها ابتدأ الخليفة أبو جعفر المنصور بعمارة الرصافة بالجانب الشرقي وعمل لها سوراً وخندقاً وأجرى إليها الماء كما فعل ببغداد. وفيها جدد الخليفة أبو جعفر المنصور البيعة لولده محمد المهدي ثم لابن أخيه من بعده عيسى بن موسى، فكان من يبايعه يقبل يده ويد المهدي ثم يمسح على يد عيسى بن موسى ولا يقبلها. قلت: البلاء والرياء قديمان. وفيها توفي عبد الله بن عون بن أرطبان أبو عون مولى عبد الله بن درّة من الطبقة الرابعة من أهل البصرة؛ كان عثمانياً ثقة ورعاً كثير الحديث. ولد قبل الطاعون الجارف بثلاث سنين، وكان إذا مر بالقدرية «٢» لا يسلم عليهم.
وذكر الذهبي وفاة جماعة آخرين في هذه السنة، قال: وفيها توفي حنظلة ابن أبي سفيان المكي، وداود بن يزيد الأودي، وسيف بن سليمان في قول، وعبد الله بن عون في رجب، وعبد الله بن عامر الأسلمي يقال فيها، وعلي بن صالح المكي، وعيسى بن أبي عيسى الخياط الخباط الحناط فإنه باشر الصنائع الثلاث:
الخياطة وبيع الخبط «٣» وبيع الحنطة، ومحمد بن إسحاق بن يسار فيها على قول، وهو الأصح، ومعن بن زائدة الأمير، والوليد بن كثير المدني بالكوفة وصالح بن علىّ الأمير.