لكون الصالح كان يميل إلى طاز، فاعتذر شيخون بأعذار غير مقبولة، وأراد إبقاء الصالح. فلم يوافقوه وما زالوا به حتى أذعن واتفقوا على خلعه فخلع، وأعيد الملك الناصر حسب ما يأتى ذكره فى ترجمته.
وكان خلع الملك الصالح صالح فى يوم الاثنين ثانى شوّال سنة خمس وخمسين وسبعمائة، فكانت مدّة سلطنته بالديار المصرية ثلاث سنين وثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما، وحبس بالقلعة فى بعض دورها إلى أن توفّى بها فى ذى الحجة سنة إحدى وستين وسبعمائة، وله نحو سبع وعشرين سنة. ودفن بتربة «١» عمّه الملك الصالح علىّ بن قلاوون [الخاتونية] بالقرب من المشهد النفيسى خارج القاهرة.
وكان- رحمه الله- ملكا جليلا مليح الشكل عاقلا لم تشكر سيرته ولم تذم، لأنه لم يكن له فى سلطنته إلا مجرّد الاسم فقط، لغلبة شيخون وطاز وصرغتمش على الأمر، لأنهم كانوا هم حلّ المملكة وعقدها واليهم أمورها لا لغيرهم.
وأمّا أمر طاز فانه يأتى- إن شاء الله تعالى- فى أوّل سلطنة الملك الناصر حسن، بعد ذكر حوادث سنى الملك الصالح هذا، كما هى عادة هذا الكتاب انتهى والله سبحانه أعلم.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٧٥٣]
السنة الأولى من سلطنة الملك الصالح صالح ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون على مصر وهى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، على أنه حكم من السنة الماضية من سابع عشر جمادى الآخرة إلى آخرها.