اضطراب الأمور والخلف بين السودان والعساكر بحيث قتل بين الفريقين العدد الكثير وسكنت الفتنة» . انتهى كلام ابن القلانسىّ.
وكانت ولاية الحافظ على مصر تسع عشرة «١» سنة وسبعة أشهر، وتولّى الخلافة بعده أصغر أولاده، حسب ما ذكرناه عن كلام صاحب المقلتين.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٢٥]
السنة الأولى من ولاية الحافظ عبد المجيد على مصر وهى سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
فيها توفّى حمّاد بن مسلم الرّحبىّ الشيخ الإمام الصالح المسّلك، أستاذ الشيخ عبد القادر فى التصوّف وشيخه. سمع الحديث. وكان على طريق التصوّف يدّعى «٢» المعرفة والمكاشفة وعلوم الباطن. وكان يعطى كلّ من تصيبه حمّى لوزة وزبيبة فيأكلهما فيبرأ، وصار الناس يتردّدون إليه وينذرون إليه النذور، فيقبل الأموال ويفرّقها على أصحابه، ثم كره أخذ النذور، حتّى مات فى شهر رمضان ببغداد، ودفن بالشّونيزيّة «٣» . وكان من الأبدال الصالحين. ويعرف بحمّاد الدّبّاس. رحمة الله عليه.
وفيها توفّى السلطان محمود بن السلطان محمد شاه ابن السلطان ملكشاه ابن السلطان ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقماق، عضد الدولة السلجوقىّ. كان ملكا شجاعا. وكان قد عزم على إفساد الأمور على الخليفة المسترشد