السنة الخامسة من ولاية الملك الناصر فرج بن برقوق الثانية على مصر وهى سنة اثنتى عشرة وثمانمائة.
فيها تجرّد الملك النّاصر إلى البلاد الشامية تجريدته الخامسة التى حصر فيها الأمير شيخا ورفقته بصرخد.
وفيها كانت قتلة جمال الدين يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن قاسم البيرىّ البجاسىّ «١» الأستادار، فى ليلة الثلاثاء حادى عشر جمادى الآخرة، بعدما أخذ منه نيّف على ألف ألف دينار فى أيّام مصادرته، وهو تحت العقوبة على نقذات «٢» متفرّقة. وقد تقدم ذكر مسكه فى ترجمة الملك الناصر فرج عند قدومه من الشّام بمدينة بلبيس، وكان ظالما جبّارا سفّاكا الدّماء مقداما، وكان أعور قصيرا دميما كره المنظر. وكان أوّلا يتزيّا بزىّ الفقهاء، ثمّ تزيّا بزىّ الجند، وخدم بلاصيّا [عند الشيخ على كاشف، ثمّ عند غيره]«٣» ولا زال يترقّى حتى كان من أمره ما كان، وهو أحد من كان سببا لخراب البلاد؛ من كثرة ما قتل من مشايخ العربان وأرباب الأدراك، واستولى على أموالهم، وأمّا من قتله من الكتّاب والأعيان فلا يحصى ذلك كثرة، وحسابه على الله تعالى.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم العلّامة نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر الشّشترى