وفيها توفى عمرو بن مسعدة بن صول أبو الفضل الصّولىّ أحد كتاب المأمون وخاصته، وكان جوادا ممدّحا فاضلا نبيلا جليلا.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى حجّاج بن منهال الأنماطىّ بالبصرة، وشريح بن النعمان الجوهرىّ، وموسى بن داود الضّبّىّ الكوفىّ ببغداد، وهشام بن إسماعيل العطّار العابد بدمشق، وعمرو بن مسعدة أبو الفضل الصّولىّ كاتب الإنشاء للمأمون- وقد ذكرناه- وإسماعيل بن مسلمة أخو القعنبىّ بمصر.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع وستة أصابع، مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا وستة أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢١٨]
السنة الثانية من ولاية كيدر على مصر وهى سنة ثمان عشرة ومائتين- فيها اهتمّ المأمون ببناء طوانة «١» وجمع فيها الرجال والصّنّاع وأمر ببنائها ميلا فى ميل، وقرّر ولده العباس على بنائها وغرم عليها أموالا عظيمة، وهى على فم الدّرب مما يلى طرسوس، ثم افتتح المأمون عدّة حصون.
وفيها كانت المحنة العظيمة المقدّم ذكرها، أعنى القول بخلق القرآن، وأجاب غالب علماء الدنيا بذلك ما خلا جماعة يسيرة؛ وعظم البلاء بالعلماء وضربوا وأهينوا وردعوا «٢» بالسيف وغيره، فلم يكن بعد ذلك الا أيام يسيرة ومرض المأمون ببلاد الروم، ولم يزل مرضه يزداد به الى أن مات.