بسمرقند مدة، ثم هرب من الحبس فلحق بعلي بن عيسى ببلخ، فأراد ضرب عنقه فشفع فيه عيسى بن علي بن عيسى، وأمره بالانصراف إلى سمرقند، فرجع إليها ووثب بعامل علي بن عيسى عليها وقتله واستولى على سمرقند واستفحل أمره حتى خرجت إليه العساكر وأخذته وقتل بعد أمور. ولما عاد عبد الله صاحب الترجمة إلى الرشيد سأله في إمرة مصر ثانياً فأبى واستمر عند الرشيد الى أن مات.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ١٩٠]
السنة التي حكم فيها عبد الله بن محمد العباسي على مصر وهي سنة تسعين ومائة- فيها افتتح الرشيد مدينة هرقلة «١» وبث جيوشه بأرض الروم وكان في مائة ألف فارس وخمسة وثلاثين ألفاً سوى المطوعة، وجال الأمير داود بن موسى بن عيسى العباسي في أرض الكفر وكان في سبعين ألفاً؛ وكان فتح هرقلة في شوال، وأخربها وسبى أهلها، وكان الحصار ثلاثين يوماً. وفيها افتتح شراحيل بن معن بن زائدة الشيباني حصن الصقالبة بالمغرب. وفيها أسلم الفضل بن سهل المجوسىّ على يد المأمون ابن الرشيد. وفيها بعث نقفور ملك الروم إلى الرشيد بالخراج «٢» والجزية. وفيها نقضت أهل قبرس [العهد] ، فغزاهم ابن يحيى وقتل وسبى. وفيها افتتح يزيد بن مخلد الصفصاف «٣» وملقونية «٤» . وفيها توفي يحيى بن خالد بن برمك في حبس الرشيد، ويحيى هذا هو والد جعفر البرمكي- وقد تقدم ذكر جعفر وقتله في محله من هذا الكتاب-.
وفيها توفى سعدون المجنون، كان صاحب محبة وحال، صام ستين عاماً حتى خفّ