وله ثمان وأربعون سنة، توفّى فى شعبان. وأبو القاسم «١» هبة الله بن علىّ بن مسعود الأنصارىّ البوصيرىّ فى صفر، وله اثنتان وتسعون سنة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ذراع واحدة وأربع عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وثلاث وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٩٩]
السنة الثالثة من ولاية الملك العادل أبى بكر بن أيّوب على مصر، وهى سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
فيها فى ليلة السبت سلخ المحرّم ماجت النجوم فى السماء شرقا وغربا، وتطايرت كالجراد المنتشر يمينا وشمالا؛ ولم ير هذا إلّا عند مبعث النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ وفى سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكانت هذه السنة أعظم.
وفيها توفّى إبراهيم بن أحمد «٢» بن محمد أبو إسحاق الموفّق الفقيه بن الصّقال الحنبلى.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وتفقّه على أبى يعلى «٣» الفرّاء، وسمع الحديث الكثير، وكان شيخا ظريفا صالحا زاهدا. مات فى ذى الحجّة، ودفن بباب حرب ببغداد.
وفيها توفّيت زمرّد خاتون امّ الخليفة الناصر لدين الله العباسىّ ببغداد. كانت صالحة كثيرة البرّ والصدقات، وحجّت مرّة فأنفقت ثلثمائة ألف دينار، وكان معها نحو ألفى جمل، وتصدّقت على أهل الحرمين، وأصلحت البرك والمصانع؛ وعمرّت التّربة عند قبر معروف الكرخىّ والمدرسة إلى جانبها. وماتت فى جمادى الأولى.