وتوفّى الشيخ أصيل الدين الحسن ابن الإمام العلّامة نصير الدين محمد بن محمد ابن الحسن «١» الطّوسى البغدادىّ. كان عالى الهمّة كبير القدر فى دولة قازان، وقدم إلى الشام ورجع معه إلى بلاده. ولما تولّى خربندا الملك ووزر تاج الدين على شاه قرّب أصيل الدين هذا إلى خربندا؛ حتى ولّاه نيابة السلطنة ببغداد. ثم عزل وصودر. وكان كريما رئيسا عارفا بعلم النجوم، لكنه لم يبلغ فيه رتبة أبيه نصير الدين الطّوسىّ، على أنه كان له نظر فى الأدبيات والأشعار، وصنّف كتبا كثيرة.
وكان فيه خير وشرّ وعدل وجور. ومات ببغداد.
وتوفّى الشيخ الصالح القدوة أبو الحسن علىّ ابن الشيخ الكبير علىّ الحريرىّ شيخ الفقراء الحريريّة. كان للناس فيه اعتقاد وله حرمة عند أرباب الدولة، وكان فيه تواضع وكرم، وكانت وفاته ببصرى من عمل دمشق فى السابع والعشرين من جمادى الأولى، وله اثنتان وسبعون سنة.
وتوفّى الأمير بدر الدين موسى ابن الأمير سيف الدين أبى بكر محمد الأزكشىّ، كان من أكابر الأمراء وشجعانهم. مات بدمشق فى ثامن شعبان ودفن عند القبيبات «٢» ، وكان شهما شجاعا. ظهر فى نوبة غزو مرج الصّفّر مع التّتار عن شجاعة عظيمة.
وتوفّى الأمير حسام الدين قرالاچين بن عبد الله المنصورىّ الأستادار فى الثامن «٣» والعشرين من شعبان، وأنعم الملك الناصر بإقطاعه على الأمير آقوش الأشرفىّ نائب الكرك لمّا أفرج عنه، والإقطاع إمرة مائة وعشرين فارسا.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وسبع عشرة إصبعا. والوفاء تاسع عشرين مسرى. والله أعلم.