وولى بعده أخوه نحو الجمعة بغير خلعة وتوفّى بالطاعون أيضا. وولى بعدهما شهاب الدين أحمد [بن صالح بن»
أحمد بن عمر المعروف با] بن السّفاح الحلبى فباشر إلى أن مات فى سنة خمس وثلاثين. وولى بعده الوزير كريم «٢» الدين عبد الكريم ابن كاتب المناخ مضافا للوزارة، فباشر أشهرا وصرف؛ وأعيد القاضى كمال الدين محمد بن البارزىّ فى يوم السبت العشرين من شهر ربيع الآخر سنة ستّ وثلاثين، فباشر إلى أن صرف يوم الخميس سابع شهر رجب سنة تسع وثلاثين؛ وولى مكانه الشيخ محبّ الدين محمد ابن الأشقر فباشر إلى أن صرف، وولى صلاح الدين محمد ابن الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله، فباشر إلى أن توفّى بالطاعون فى سنة إحدى وأربعين، وولى مكانه والده الصاحب بدر الدين حسن فباشر إلى أن صرف، وأعيد القاضى كمال الدين بن البارزىّ فى يوم الثلاثاء سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، وهى ولايته الثالثة؛ فباشر إلى أن توفّى بكرة يوم الأحد سادس عشرين صفر سنة ستّ وخمسين وثمانمائة. ولم يخلّف بعده مثله، وولى بعده القاضى محب الدين محمد بن الأشقر المقدّم ذكره، وباشر إلى أن صرفه الملك الأشرف إينال بالقاضى محب الدين محمد بن الشّحنة الحلبىّ، فباشر ابن الشّحنة أشهرا ثم صرف، وأعيد القاضى محب الدين محمد بن الأشقر وهى ولايته الثالثة. انتهى.
قلت: وغالب من ذكرناه من هؤلاء الكتّاب قد تقدّم ذكر أكثرهم، ويأتى ذكر باقيهم فى محلّهم من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. وقد استطردنا من ترجمة الملك المنصور إلى غيرها، ولكن لا بأس بالتطويل فى تحصيل الفوائد. انتهى.