للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يطرّزها قوس السحاب بأصفر ... على أحمر في أخضر إثر «١» مبيضّ

كأذيال خود أقبلت في غلائل ... مصبّغة والبعض أقصر من بعض

قال ابن خلّكان: وهذا من التشبيهات الملوكيّة التى لا يكاد يحضر مثلها السوقة. ويحكى أنّ ابن عمّه أبا فراس الأمير الشاعر كان يوما بين يدى سيف الدولة في نفر من ندمائه؛ فقال لهم سيف الدولة: أيّكم يجيز قولى؟ وليس له إلّا سيّدى (يعنى ابن عمّه أبا فراس المذكور) وقال:

لك جسمى تعلّه ... فدمى لم تحلّه

فارتجل أبو فراس وقال:

أنا إن كنت مالكا ... فلى الأمر كلّه

فاستحسنه وأعطاه ضيعة بأعمال منبج تغلّ ألفى دينار في كلّ سنة.

ومن شعر سيف الدولة أيضا:

تجنّى علىّ الذنب والذنب ذنبه ... وعاتبنى ظلما وفي شقّه العتب

وأعرض لمّا صار قلبى بكفّه ... فهلّا جفانى حين كان لى القلب

إذا برم المولى بخدمة عبده ... تجنّى له ذنبا وإن لم يكن ذنب

وله:

أقبّله على جزع ... كشرب الطائر الفزع

رأى ماء فأطمعه ... وخاف عواقب الطمع

فصادف خلسة فدنا ... ولم يلتذّ بالجرع

وأما ما قيل في سيف الدولة من المديح فكثير يضيق هذا المحلّ عن ذكر شىء منه. وكانت وفاته يوم الجمعة في ثالث ساعة، وقيل: رابع ساعة، لخمس بقين من