وشعره كثير ومحاسنه مشهورة «١» . ولادته في سنة أربع وثمانين ومائتين، وهى السنة التى مات فيها البحترىّ الشاعر. ومات في يوم الأربعاء رابع عشر ذى الحجة.
وفيها توفّى سيف الدولة أبو الحسن علىّ بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد بن المثنّى بن رافع بن الحارث بن غطيف بن محربة «٢» بن حارثة بن مالك بن عبيد بن عدىّ بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو «٣» ابن غنم بن تغلب التغلبىّ، ومولده في يوم الأحد سابع عشر ذى الحجة سنة ثلاث وثلثمائة، وقيل: سنة إحدى وثلثمائة. قال أبو منصور الثعالبى:«كان بنو حمدان ملوكا، و [أمراء «٤» ] ؛ أوجههم للصباحة، وألسنتهم للفصاحة، وأيديهم للسماحة، وعقولهم للرّجاحة؛ وسيف الدولة مشهور بسيادتهم، وواسطة قلادتهم «٥» . وحضرته مقصد الوفود، ومطلع الجود؛ وقبلة الآمال، ومحطّ الرحال؛ وموسم الأدباء، وحلبة الشعراء» . وكان سيف الدولة ملكا شجاعا مقداما كريما شاعرا فصيحا ممدّحا.
وقصده الشعراء من الآفاق، ومدحه المتنبىّ بغرر المدائح. ومن شعر سيف الدولة فى قوس قزح:
وساق صبيح للصّبوح دعوته ... فقام وفي أجفانه سنة الغمض
يطوف بكاسات العقار كأنجم ... فمن بين منقضّ علينا ومنفضّ
وقد نشرت أيدى الجنوب مطارفا ... على الجود كنا والحواشى على الأرض