مروان الحمار من الخلافة، وكان سليمان بمدينة الرصافة، ووقع له مع مروان أمور وحروب. وفيها توفي الحكم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، وكان الوليد عقد له ولأخيه عثمان ولاية العهد بعده، وأستعمل الحكم هذا على دمشق وعثمان على حمص حتى عزلهما يزيد بن الوليد الناقص. وفيها توفي عبد العزيز بن عبد الملك بن مروان أبو الأصبع، وهو الذي تولى قتل الوليد بن يزيد، فولاه يزيد الناقص العهد بعد أخيه إبراهيم. وفيها توفي مالك بن دينار العابد الزاهد أبو يحيى البصري، أحد الأعلام الزهاد، قيل: إن أدم مالك المذكور كان في السنة بفلسين ملحاً، وكان يلبس إزار صوف وعباءة خفيفة وفي الشتاء فروةً، وكان ينسخ المصحف فى أربعة أشهر، وفي شهرته ما يغني عن الإطناب في ذكره.
وفي هذه السنة أيضاً كان الطاعون بالشأم ومات فيه خلائق لا تحصى، وكان هذا الطاعون يسمى «بطاعون غراب» .
ذكر الذين ذكر الذهبي وفاتهم على القاعدة المتقدم ذكرها في سنة ست وعشرين ومائة، قال: وتوفي إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وبكير بن عبد الله بن الأشج على الأصح، وسعد بن إبراهيم في قول، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهري، وعبد الكريم بن مالك الجزري، وعبد الله بن دينار المدني، وعمرو بن عبد الله أبو إسحاق السّبيعىّ، وعمير بن هانئ العنسي، ومالك بن دينار الزاهد في قولٍ، ومحمد ابن واسع في قول خليفة، ووهب بن كيسان أيضاً.
أمر النيل- الماء القديم ذراعان وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً واثنا عشر إصبعا.