الثلاثاء لليلتين خلتا من شوال سنة ثمان وعشرين ومائة، ورثاه صديقه أبو بحر مولى عبد الله بن إسحاق مولى آل الحضرمي من حلفاء عبد شمس بعدة قصائد، وكان أبو بحر أمأمأ في النحو واللغة، تعلم ذلك من يحيى بن يعمر، ومات في سنة سبع «١» وعشرين ومائة، وكان أبو بحر يعيب الفرزدق في شعره وينسبه إلى اللحن، فهجاه الفرزدق بقوله:
فلو كان عبد الله مولًى هجوته ... ولكن عبد الله مولى مواليا
فقال له أبو بحر عبد الله المذكور: قد لحنت أيضاً يا فرزدق في قولك: مولى مواليا، بل كان ينبغي أن تقول: مولى موالٍ.
*** السنة الأولى من ولاية حفص بن الوليد الثالثة على مصر وهي سنة سبع وعشرين ومائة، على أن حسان بن عتاهية حكم منها على مصر ستة عشر يوماً في جمادى الآخرة- فيها وقع بالشأم وغيره عدة فتن وحروب من قبل مروان الحمار وغيره حتى ولي الخلافة وخلع إبراهيم بن الوليد الذي كان تخلف بعد موت أخيه يزيد بن الوليد الناقص ولم يتم أمره، وكان مروان المذكور متولي أذربيجان وأرمينية، فلما بلغه موت يزيد جمع الأبطال والعساكر وأنفق عليهم الأموال حتى بلغ قصده وولي الخلافة وتم أمره، وفي آخر السنة المذكورة بايع مروان لابنيه عبيد الله وعبد الله بالعهد من بعده وزوجهما بابنتي هشام بن عبد الملك، ولم يدر ما خبئ له في الغيب من زوال دولته ببني العباس. وفيها حج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز الأموي وهو أمير مكة والمدينة والطائف. وفيها خلع سليمان بن هشام