للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فما كان بعد ذلك إلا قليل، ودخل عسكر مسعود بن محمود بن سبكتكين ونهب البلد وقتل عالما لا يحصى.

وفيها توفّى علىّ بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم أبو الحسن البصرىّ الحافظ الشاعر. قال محمد بن علىّ الصورىّ: لم أر ببغداد أكمل منه. وجمع بين معرفة الحديث وعلم الكلام والأدب والفقه والشعر. ومن شعره وأجاد: [المتقارب]

إذا عطّشتك أكفّ اللئام ... كفتك القناعة شبعا وريّا

فكن رجلا رجله في الثرى ... وهمّة هامته في الثريّا

وفيها توفّى محمد بن الطيب بن سعيد «١» بن موسى أبو بكر الصبّاغ البغدادىّ، ولد سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة، وسمع الكثير. قال أبو بكر الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا ثقة. وقال رئيس الرؤساء أبو القاسم علىّ بن الحسن: تزوّج محمد بن الطيب زيادة على تسعمائة امرأة.

الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو القاسم عبد الرّحمن ابن عبد الله الحربىّ الحرفىّ في شوّال وله سبع وثمانون سنة. وأبو الحسن علىّ بن أحمد النّعيمىّ المحدّث الأديب. وأبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرّحيم ابن بنت السّمرقندىّ الكاغدىّ في ذى القعدة، وقد قارب المائة. انتهى كلام الذهبى.

وفيها كان الطاعون ببلاد الهند والعجم وعظم الى الغاية، وكان أكثره بغزنة وخراسان وجرجان والرىّ وأصبهان ونواحى الجبل الى حلوان، وامتدّ الى الموصل والجزيرة وبغداد، حتى قيل: إنّه خرج من أصبهان وحدها أربعون ألف جنازة، ثم امتدّ الى شيراز.