وفيها توفّى عبد المحسن بن محمد بن أحمد غالب بن غلبون أبو محمد الصورىّ الشاعر المشهور. كان أبو الفتيان بن حيّوس مغرى بشعره، ويفضّله على أبى تمّام والبحترىّ والمتنبى؛ فقال أبو العلاء المعرّى:" الأمراء لا يناظرون"(يعنى أنّه ليس فى هذا المقام) . وكان أبو الفتيان يقول: إن أغزل ما قيل قول جرير:
[البسيط]
إنّ العيون التى في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللّب حتّى لا حراك به ... وهنّ أضعف خلق الله إنسانا
وقال الصورىّ أغزل منهما، وهو قوله:[الرمل]
بالذى ألهمّ تعذي ... بى ثناياك العذابا
ما الذي قالته عينا ... ك لقلبى فأجابا
قلت: وقال غير ابن حيّوس: إن أرقّ ما قيل قول القائل:
[الطويل]
عيون عن السحر المبين تبين ... لها عند تحريك القلوب سكون
إذا أبصرت قلبا خليّا من الهوى ... تقول له كن مغرما فيكون
ومن شعره أيضا:[المتقارب]
صددت فكنت مليح الصدود ... وأعرضت أفديك من معرض
ومن كان في سخطه محسنا ... فكيف يكون إذا ما رضى
وله أيضا:[الكامل]
[و «١» ] تريك نفسك في معاندة الورى ... رشدا ولست إذا فعلت براشد
شغلتك عن أفعالها أفعالهم ... هلّا اقتصرت على عدوّ واحد