أنت أخبر بما أفعله معك!. [فقال: إنّنى لا «١» أرضى بهذا] فنقلته إلى بلد [آخر «٢» ] ووكّلت به من يحفظه وحجرت عليه؛ وأحضرت لها رجلين وصفا لها بحسن الصورة فتزوّجت بأحدهما، وبقى معها ذاك يسيرا، ثمّ فارقته وأحضرت آخر من كنجة «٣» وهو مسلم، فطلبت منه أن يتنصّر ويتزوّجها فلم يفعل، فأرادت أن تتزوّجه [وهو مسلم «٤» ] فقام عليها الأمراء ومعهم إبوانى «٥» مقدّمهم؛ وقالوا لها: فضحتينا بين الملوك بما تفعلين! [ثم «٦» تريد بن أن يتزوّجك مسلم، وهذا لا نمكّنك منه أبدا] ، والأمر بينهم متردّد، والرجل الكنجىّ عندهم [لم يجبهم إلى «٧» الدخول فى النّصرانيّة] ، وهى تهواه. انتهى كلام ابن الأثير.
وفيها توفّى فخر الدين أبو المعالى محمد بن أبى الفرج الموصلىّ المقرئ ببغداد فى شهر رمضان. وكان إماما فاضلا بارعا فى فنون. ومن شعره «مواليا» :
ساق قمر بكفّه شمس ضحا ... قد أسكرنى من راحتيه وصحا
لو أمكننى والراح فى راحته ... فى الحان شربت كفّه والقدحا
قلت: ويعجبنى فى هذا المعنى قول أبى الحسن علىّ بن عبد الغنىّ الفهرىّ القيروانىّ الضّرير المعروف بالحصرىّ الشاعر المشهور، ووفاته سنة ثمان [وثمانين «٨» ] وأربعمائة، وهما:
أقول له وقد حيّا بكأس ... لها من مسك ريقته ختام
أمن خدّيك يعصر قال كلّا ... متى عصرت من الورد المدام
وفيها توفّى القاضى أبو البركات عبد القوىّ بن عبد العزيز بن الجبّاب السّعدىّ فى شوّال، وله خمس وثمانون سنة. وكان عالما بارعا ديّنا عفيفا أفتى ودرّس سنين.