وكنت تجير من جور «١» الليالى ... فعاد مطالبا لك بالتّراب
وصيّر دهرك الإحسان فيه ... إلينا من عظيم السّيّئات
وكنت لمعشر سعدا فلمّا ... مضيت تفرّقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادى ... يخفّف بالدّموع الجاريات
ولو أنّى قدرت على قيام ... لفرضك والحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافى ... ونحت بها خلاف النائحات
ولكنّى أصبّر عنك نفسى ... مخافة أن أعدّ من الجناة
وما لك تربة فأقول تسقى ... لأنّك نصب هطل الهاطلات
ولمّا ضاق بطن الأرض عن أن ... يضمّ علاك من بعد الممات
أصاروا الجوّ قبرك واستنابوا ... عن الأكفان ثوب السافيات «٢»
عليك تحيّة الرّحمن تترى ... برحمات غواد رائحات
قلت: ولم أذكر هذه المرثية بتمامها هنا إلّا لغرابتها وحسن نظمها. واستمر ابن بقيّة مصلوبا إلى أن توفّى عضد الدولة.
وفيها توفّى الأمير الغضنفر بن ناصر الدولة بن حمدان صاحب الموصل وابن صاحبها.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو القاسم إبراهيم ابن محمد النّصرپادىّ الواعظ العارف. وعزّ الدولة بختيار بن معز الدولة بن بويه ملك العراق، قتل في مصافّ بينه وبين ابن عمه عضد الدولة. والغضنفر بن ناصر الدولة بن حمدان صاحب الموصل وابن صاحبها. وأبو طاهر محمد بن أحمد بن