الخوّاصين بدمشق. وعاش ثمانيا وخمسين سنة. وكانت سلطنته ثمانيا وعشرين سنة وستة أشهر. ورثاه العماد الكاتب بعدّة مراث؛ من ذلك قوله:
يا ملكا أيّامه لم تزل ... لفضله فاضلة فاخره
ملكت دنياك وخلّفتها ... وسرت حتّى تملك الآخره
قال أبو اليسر «١» شاكر بن عبد الله [التّنوخىّ «٢» المعرّىّ] : تعدّى بعض أمراء صلاح الدين بن أيّوب [على رجل «٣» ] وأخذ ماله، فجاء إلى صلاح الدين فلم يأخذ له بيد؛ فجاء إلى قبر نور الدين وشقّ ثيابه، وحثا التراب على رأسه، وجعل يستغيث:
يا نور الدين أين أيّامك! ويبكى. فبلغ صلاح الدين فاستدعاه وأعطاه ماله، فازداد بكاؤه؛ فقال له صلاح الدين: ما يبكيك وقد أنصفناك؟ فقال: إنّما أبكى على ملك أنصفت ببركاته وبعد موته، كيف يأكله التراب ويفقده المسلمون!.
وتسلطن بعده ولده الملك الصالح إسماعيل ولم يبلغ الحلم. وقد مرّ من أخباره نبذة كبيرة فى ترجمة صلاح الدين.
الذي ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى النقيب أبو عبد الله أحمد [بن علىّ «٤» ] بن المعمّر العلوىّ ببغداد فى جمادى الأولى. والحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذانىّ العطّار المقرئ فى جمادى الأولى، وله إحدى وثمانون سنة.
ودهبل بن علىّ [بن «٥» منصور بن إبراهيم بن عبد الله المعروف با] بن كارة الحنبلىّ.
وناصح الدين سعيد بن المبارك بن الدهّان النحوىّ ببغداد، وله خمس وسبعون سنة.
وأبو تميم سلمان بن علىّ الرّحبىّ الخبّاز بدمشق. وعبد النبي بن المهدىّ صاحب اليمن،