بحر من الفضل «٢» الغزير خضمّه ... طامى العباب وماله من ساحل
فى كفّه قلم يعجّل جريه ... ما كان من أجل ورزق آجل
أبصرت قسّا فى الفصاحة معجزا ... فعرفت أنّى فى فهاهة باقل
فدخل القاضى الفاضل على السلطان صلاح الدين وقال: غدا تأتيك تراجم الأعاجم، وما يحلّها مثل العماد الكاتب. فقال: [مالى «٣» ] عنك مندوحة، أنت كاتبى ووزيرى، وقد رأيت على وجهك البركة، فإذا استكبت غيرك تحدّث الناس؛ فقال الفاضل: هذا يحلّ التراجم، وربّما أغيب «٤» أنا ولا أقدر على ملازمتك، فإذا غبت قام العماد الكاتب مقامى، وقد عرفت فضل العماد، وخدمته للدولة النورية، فاستكنبه.
وفيها توفّى السلطان أرسلان «٥» شاه بن طغرل [بن محمد «٦» ] بن ملكشاه بن ألب أرسلان ابن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقماق السّلجوقىّ. وقام بعده فى الملك ابنه طغرل شاه، وكان صغير السّن، فتولّى تدبير ملكه محمد بن إيلدكز الأتابك وكان يلقّب بالبهلوان.
وفهيا توفّى يحيى بن جعفر أبو الفضل زعيم الدّين، صاحب مخزن الخلفاء:
المقتفى والمستنجد والمستضىء، وناب فى الوزارة، وتقلّب فى الأعمال نيّفا