وفي يوم الجمعة سادس عشر ذى الحجة- الموافق لثامن هاتور- لبس السلطان القماش الصوف الملوّن المعتدّ لأيام الشتاء، وألبس الأمراء على العادة.
وفي يوم الاثنين تاسع عشر ذى الحجة المذكور وصلت الأمراء المتوجهون إلى بلاد الجون «٣» ببرّ التركية، ومقدّمهم الأمير يشبك الفقيه، ورفقته المقدّم ذكرهم عند سفرهم، وخلع السلطان عليهم.
وفي يوم الخميس ثانى عشرينه وصل مبشر الحاج دمرداش الطويل الخاصكى بعد ما قاسى شدائد من العرب قطّاع الطريق، فضايقوه وأخذوا منه عدّة رواحل وغيرها، ثم أخبر دمرداش المذكور بسلامة ابن السلطان ووالدته وإخوته، فدقّت البشائر لذلك ثلاثة أيام بالديار المصرية.
وفي يوم الاثنين سادس عشرين ذى الحجة المذكور أخرج السلطان إقطاع الأمير طوخ من تمراز الناصرى- المعروف بينى بازق «٤» - أمير مجلس؛ لمرض تمادى به مدّة طويلة، وأنعم بإقطاع المذكور على الأمير برسباى البجاسى حاجب الحجّاب، وأنعم بإقطاع برسباى البجاسى المذكور على الأمير بيبرس الأشرفى خال الملك العزيز يوسف [بالحجاز]«٥» ، وكلاهما تقدمة ألف، غير أن الواحد يزيد عن الآخر في الخراج لا غير، وأنعم بإقطاع بيبرس على ولده الصغير محمد وهو في الحجاز أيضا، وهذا أيضا تقدمة ألف. «٦»