المؤيّدى مسفّر يشبك البجاسى أحد أمراء حلب باستقراره في نيابة حماة، وكلاهما صولح ولم يسافر.
وفي يوم السبت ثالث عشرينه نفى السلطان يشبك الساقى أحد مماليكه الأجلاب إلى الشام.
ثم في يوم الثلاثاء ثامن عشر رمضان رسم السلطان بنفى الأمير الكبير جرباش المحمدى الناصرى المعروف بكرد إلى ثغر دمياط بطّالا، فخرج من الغد.
وفي يوم الخميس العشرين من رمضان استقرّ الأمير قانم من صفر خجا المؤيّدى المعروف بالتاجر أمير مجلس أتابك العساكر عوضا عن جرباش المذكور.
ثم في يوم الاثنين رابع عشرينه استقر الأمير تمربغا رأس نوبة النّوب أمير مجلس بعد الأتابك قانم، واستقرّ الأمير أزبك حاجب الحجاب عوضه رأس نوبة النّوب، واستقرّ الأمير جانبك قلقسيز الأشرفى حاجب الحجاب عوضا عن أزبك، وأنعم السلطان بإقطاع الأتابك قانم على الشهابى أحمد بن العينى.
قلت: هنا نكتة طريفة، وهى أن يوم رابع عشرين من الأيام السبعة المكروهة «١» عند الناس، وهؤلاء الأربعة الذين تولوا فيه لم يلقوا إلا كل خير، فإن الأمير تمربغا لا يزال أمره ينمو ويزداد في هذه الوظيفة إلى أن صار سلطانا، وأزبك إلى أن صار أتابك العساكر، وجانبك قلقسيز إلى أن صار أيضا أتابك العساكر، وابن العينى إلى إمرة مجلس، والعجب أنهم من يوم تاريخه صاروا في خير وسلامة إلى أن كان من أمرهم ما كان، فأى شؤم حصل بولايتهم في هذا اليوم؟! والحق هو ما أقوله: إن كل شىء لم يأت به كتاب الله ولا سنة رسول الله فهو مردود على قائله، والسلام.
ودام جرباش كرد هذا بدمياط نحو سبع سنين.
ثم في يوم الثلاثاء ثالث عشر ذى الحجة أو في النيل «٢» ، ونزل السلطان خلّق المقياس، وفتح السّدّ كما السنة الخالية.