وأقام السلطان بحلب نحو العشرة أيام، وأمر النواب بالبلاد الشامية بالمسير إلى محل كفالتهم؛ وخلع على الأمير جانبك الحمزاوى، أحد مقدمى الألوف باستقراره فى نيابة غزة، عوضا عن إينال العلائى، المنتقل إلى نيابة الرّها، فامتنع جانبك الحمزاوى من ذلك امتناعا كليّا؛ فألبسه الخلعة كرها. قيل: إن جانبك المذكور، لما لبس الخلعة وخرج «١» هز رأسه وأمسك لحية [نفسه]«٢» كالمتوعّد؛ وبلغ الأشرف ذلك، فقال:«حتى يصل «٣» إلى غزة» ، فمات بالقرب من بعلبك.
وكان جانبك ممن اتهم بالممالأة مع الأمراء فى آمد، وتكلم الناس فى موت جانبك المذكور: أنه اغتيل بالسم لقول [١٢][الملك]«٤» الأشرف فى حقه: «حتى يصل إلى غزة» ، فقلت لبعض الإخوان:«يمكن أن يكون [ذلك] «٥» من طريق الكشف والولاية «٦» والكرامة» ، فضحك الحاضرون، وانفض المجلس. ثم خلع السلطان على الأمير قانى باى الأبوبكرى الناصرى، المعروف بالبهلوان، أتابك حلب، بانتقاله إلى أتابكية دمشق، بعد موت الأمير تغرى «٧» بردى المحمودى بآمد، من جرح أصابه فى حصار آمد، وكان المحمودى أيضا ممن اتهم بالوثوب على [الملك]«٨» الأشرف. وخلع على الأمير قطج «٩» من تمراز، أحد مقدمى ألوف حلب، باستقراره أتابك حلب، عوضا عن قانى باى المذكور «١٠» ؛ وخلع السلطان على الأمير كمشبغا «١١» الأحمدى الظاهرى، أحد أمراء