فيها توفّى الأمير أحمد «١» بن مروان بن دوستك نصر الدولة الكردىّ صاحب ميّافارقين وديار بكر، ملك البلاد بعد أن قتل أخوه أبو سعيد منصور. وكان نصر الدولة هذا عالى الهمّة، قوىّ الحرمة، مقبلا على اللّذّات، عادلا فى الرعيّة. قيل:
لم تفته صلاة الصبح مع الجماعة مع انهما كه فى اللهو. وكان له ثلثمائة وستّون جارية، يخلو كلّ ليلة بواحدة على عدد أيّام السنة. وخلّف عدّة أولاد. وقد وزر له أبو القاسم الحسين بن على المغربىّ صاحب الرسائل. وكان أوّلا وزير صاحب مصر، فقدم عليه فوزر له مرّتين. ومات نصر الدولة فى شوّال بظاهر ميّافارقين وله سبع وسبعون سنة. وكانت سلطنته إحدى وخمسين سنة. وملك بعده ولده نظام الدين أبو القاسم نصر بن أحمد.
وفيها توفّى علىّ بن رضوان بن علىّ بن جعفر أبو الحسن المصرىّ صاحب المصنّفات. كان من كبار الفلاسفة فى الإسلام، وكان له دار بمدينة مصر على قصر الشّمعة «٢» تعرف بدار ابن رضوان. وقد تهدّمت الآن. كان إماما فى الطّبّ والحكمة، كثير الردّ على أرباب «٣» فنّه. وكان فيه سعة خلق عند بحثه، وله مصنّفات كثيرة.