للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها- أعنى سنة سبع وثلاثين ومائتين- وثبت بطارقة إرمينية على عاملهم يوسف بن محمد فقتلوه «١» . وبلغ المتوكّل ذلك، فجهّز لحربهم بغا الكبير؛ فتوجّه إليهم وقاتلهم حتى قتل منهم مقتلة عظيمة، قيل: إنّ القتلى بلغت ثلاثة «٢» آلاف، ثم سار بغا الى مدينة تفليس «٣» : وفيها أطلق المتوكّل جميع من كان فى السجن ممّن امتنع من القول بخلق القرآن فى أيام أبيه، وأمر بإنزال جثّة أحمد بن نصر الخزاعىّ فدفعت الى أقاربه فدفنت. وفيها ظهرت نار بعسقلان «٤» أحرقت البيوت والبيادر «٥» وهرب الناس، ولم تزل تحرق إلى ثلث الليل ثم كفّت بإذن الله تعالى. وفيها كان بناء قصر «٦» العروس بسامرّاء وتكمّل فى هذه السنة، [فبلغت «٧» ] النفقة عليه ثلاثين ألف ألف درهم.

وفيها قدم محمد بن عبد الله بن طاهر الأمير على المتوكّل من خراسان، فولّاه العراق.

وفيها رضى المتوكّل على يحيى بن أكثم، وولّاه القضاء والمظالم. وفيها توفّى إسحاق ابن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن [مطر أبو «٨» ] يعقوب التّميمىّ «٩» الحنظلىّ الحافظ المعروف بابن راهويه، كان من أهل مرو وسكن نيسابور، وولد سنة إحدى وستين ومائة، وكان إماما حافظا بارعا، اجتمع فيه الحديث والفقه والحفظ والدّين والورع، وهو أحد الأئمة الحفّاظ الرّحالة، ومات فى يوم الخميس نصف شعبان. وفيها توفّى حاتم بن يوسف وقيل ابن عنوان «١٠» أبو عبد الرحمن البلخىّ، وكان يعرف بالأصمّ