للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله بن طاهر بن الحسين، وجدّه تكش هو الذي أزال ملك السّلجوقيّة. قتل بديار بكر، كما ذكرناه فى أوّل هذه السنة. ولمّا قتل دخل جماعة على الملك الأشرف موسى فهنّئوه بموته؛ فقال: تهنّونى به وتفرحون! سوف ترون غبّه! والله لتكوننّ هذه الكسرة سببا لدخول التتار إلى بلاد الإسلام، ما كان الخوارزمىّ إلّا مثل [السدّ «١» ] الذي بيننا وبين يأجوج ومأجوج؛ فكان كما قال الأشرف. كان الخوارزمىّ يقاتل التتار عشرة أيّام بلياليها بعساكره، يترجّلون عن خيولهم ويلتقون بالسيوف، ويبقى الرجل منهم يأكل ويبول وهو يقاتل.

وفيها توفّى المهذّب بن الدّخوار الطبيب، كان فاضلا حاذقا بعلم الطبّ أستاذ عصره، تقدّم على جميع أطبّاء زمانه، ومع هذا مات بستة أمراض مختلفة، ووقف داره وكتبه على الأطبّاء.

الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو نصر أحمد بن الحسين بن عبد الله بن النّرسىّ البيّع فى رجب، وله ثلاث وثمانون سنة. والملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن فرخشاه صاحب بعلبكّ. ومحمد بن عمر بن حسين «٢» المقرئ الكردىّ بدمشق. والمهذّب عبد الرجيم بن علىّ رئيس الطبّ، ويعرف بالدّخوار فى صفر. وأبو الفضل عبد السلام بن عبد الله «٣» الدّاهرىّ الخفّاف فى شهر ربيع الأوّل عن ثنتين وثمانين سنة. وأبو الرضا محمد بن أبى الفتح المبارك [ابن عبد الرحمن «٤» ] ابن عصيّة الحربىّ فى المحرّم، وله ثلاث وثمانون سنة.