سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، فأقام فيها خمسين سنة حتّى حصره الملك الأشرف موسى بن العادل أبى بكر بن أيّوب وأخرجه منها، وساعده عليه ابن عمّه أسد الدين شيركوه صاحب حمص؛ فانتقل الملك الأمجد إلى الشام وسكنها حتّى قتله بعض مماليكه غيلة؛ وكان فاضلا شاعرا فصيحا كاتبا، وله ديوان شعر كبير. ومن شعره «دو بيت» :
كم يذهب هذا العمر فى الخسران ... يا غفلتى فيه وما أنسانى
ضيّعت زمانى كلّه فى لعب ... يا عمر فهل بعدك عمر ثان
قلت: وما أحسن قول قاضى القضاة شهاب «١» الدين أحمد بن حجر- رحمه الله- فى هذا المعنى، وهو ممّا أنشدنى من لفظه لنفسه- عفا الله عنه-:
خليلىّ ولىّ العمر منا ولم نتب ... وننوى فعال الصالحات ولكنّا