فى سريّة نحو بلاد الروم، وكانت الروم قد وصلوا إلى الرّها وحران فأسروا أبا الهيثم ابن القاضى أبى الحصين، وسبوا وقتلوا. وفيها في سابع ذى القعدة غرق من الحجّاج الواردين من الموصل إلى بغداد في دجلة بضعة [عشر زورقا «١» ] فيها من الرجال والنساء نحو ستمائة نفس. وفيها مات ملك الروم وطاغيتهم الأكبر بالقسطنطينيّة وأقعد ابنه مكانه، ثم قتل ونصب في الملك غيره. وفيها وصلت الروم الى طرسوس، فقتلوا جماعة وفتحوا حصن الهارونيّة «٢» وخرّبوا الحصن المذكور وقتلوا أهله، ثم كرّت الروم الى ديار بكر ووصلوا ميافارقين؛ فعمل في ذلك الخطيب عبد الرّحيم بن نباتة الخطب الجهاديّة. وفيها هرب عبد الواحد ابن الخليفة المطيع لله من بغداد الى دمشق. وفيها توفّى الوزير عبد الرّحمن بن عيسى بن داود بن الجرّاح. وفيها توفّى الشيخ أبو بكر أحمد ابن سليمان الفقيه النّجّاد شيخ الحنابلة؛ كان إماما عالما فقيها، مات في ذى الحجّة وله خمس وتسعون سنة. وفيها توفّى جعفر بن محمد بن نصير الخلدىّ «٣» الزاهد المحدّث أبو محمد الخوّاص في شهر رمضان عن خمس وتسعين سنة وله ستّ وخمسون حجّة؛ صحب الجنيد وإليه كان منتميا وكان المرجع إليه في علوم القوم؛ حجّ قريبا من «٤» ستّين حجة. قال: ما حججت إلّا على التوكّل «٥» ، وكانت الأعطية حولى كثيرة. وفيها توفّى أبو بكر محمد بن جعفر الأدمىّ المحدّث القارئ كان فاضلا محدّثا مقرئا. وفيها توفّى جعفر بن حرب الوزير «٦» ، كان جليل القدر يتقلّد كبار الأعمال؛ فاجتاز يوما بموكبه