. وإن عنوا بالأمر القدر فليس ذلك حجّة لهم، فالله تعالى قدّر عليهم الضلال والمروق من الدين، وقدّر عليهم أن يدخلهم النار، فلا ينفعهم قولهم:«أخذناه بأمر» . ولما أتوا بالحجر الأسود أعطاهم المطيع مالا له جرم؛ وكان الحجر الأسود قد بقى اثنتين وعشرين سنة. وقال المسبّحىّ: وفيها وافى سنبر بن الحسن الى مكّة ومعه الحجر الأسود، وأمير مكّة معه. فلما صار بفناء البيت أظهر الحجر، وعليه ضباب فضّة قد عملت من طوله وعرضه تضبط شقوقا قد حدثت عليه بعد انقلاعه، وأحضر له صانعا معه جصّ يشدّه [به] . فوضع سنبر بن الحسن ابن سنبر الحجر الأسود بيده وشدّه الصانع بالجصّ. وقال لمّا ردّه: أخذناه بقدرة الله ورددناه بمشيئته. وفيها توفّى محمد بن أحمد الصّيمرىّ كاتب معزّ الدولة ووزيره، فقلّد مكانه أبا محمد الحسن بن محمد المهلّبىّ. وفيها في عيد الأضحى قتل الناصر لدين «١» الله عبد الرّحمن بن محمد الأموىّ صاحب الأندلس ولده عبد الله، وكان قد خاف من خروجه «٢» عليه؛ وكان الناصر من كبار العلماء، روى عن محمد بن عبد الملك بن أيمن وقاسم بن أصبغ وله تصانيف: منها مجلّد في" مناقب بقىّ بن مخلد" رواه عنه مسلمة «٣» ابن قاسم. وفيها توفّى عبد الرّحمن بن إسحاق أبو القاسم الزّجّاجىّ النحوىّ من أهل