ولى بعد أخيه شمس الملوك إسماعيل. والله أعلم- ولمّا ولى إمرة دمشق ساءت سيرته، فاستوحش منه جماعة من أمرائه واتّفقوا على قتله مع يوسف الخادم والتّفش «١» الأرمنىّ. وكانا ينامان حول سريره وساعدهما عنبر الفرّاش الخركاوىّ على ذلك. فلمّا كان ليلة الجمعة ثالث عشرين شوّال ذبحوه على فراشه وخرجوا هاربين؛ فظفروا بهم وأخذوا يوسف وعنبرا فصلبا، وهرب التّغش. وكتب الأمراء إلى أخى محمود هذا، وهو محمد بن بورى بن طغتكين وكان ببعلبكّ، وكان صبيّا لم يبلغ الحلم، فجاء مسرعا ودخل دمشق، فملّكوه ولقّبوه جمال الدين. وانتهى الخبر إلى خاتون صفوة الملك والدة محمود المقتول؛ فراسلت الأمير عماد الدين زنكى بن آق سنقر تعرّفه الحال وتطلب منه أخذ الثأر؛ فجاء إلى دمشق وملكها بالأمان، ثم غذر بهم وأمر بقتلهم وصلبهم.
قلت: وعماد الدين زنكى هذا هو والد السلطان نور الدين محمود بن زنكى المعروف بالشهيد.
وفيها توفّى الشيخ الإمام المقرئ أبو العبّاس أحمد بن عبد الملك بن أبى جمرة «٢» .
كان عالما فاضلا سمع الحديث وروى عنه غير واحد، وهو آخر من روى بالإجازة عن أبى عمرو الدانى «٣» .
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وأربع عشرة إصبعا.