للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجسم في بلد والروح في بلد ... يا وحشة الروح بل يا غربة الجسد

إن تبك عيناك لى يا من كلفت به ... من رحمة فهما سهماك في كبدى

وله:

يا ليلة ليس في ظلمائها نور ... إلّا وجوها تضاهيها الدنانير

خود سقتنى كأس الموت أعينها ... ماذا سقتنيه تلك الأعين الحور

إذا ابتسمن فدرّ الثّغر منتظم ... وإن نطقن فدرّ اللفظ منثور

وفيها توفّى الحسن بن أحمد بن يزيد أبو سعيد الإصطخرىّ «١» شيخ الشافعيّة؛ سمع الكثير وحدّث وبرع في الفقه وغيره، ومات في جمادى الآخرة. وفيها توفّى محمد ابن أحمد بن أيّوب بن الصّلت أبو الحسين المقرئ المشهور المعروف بابن شنّبود، وقد تقدّم ذكر واقعته مع الوزير ابن مقلة في سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة. قرأ ابن شنّبود على أبى حسّان محمد بن أحمد العنبرىّ وإسماعيل بن عبد الله النحّاس والزبير ابن محمد بن عبد الله العمرىّ المدنىّ صاحب «قالون «٢» » وغيرهم؛ وسمع الحديث أيضا من جماعة، وقرأ القرآن ببغداد سنين، قرأ عليه خلائق؛ وكان قد تخيّر لنفسه شواذ قراءة كان يقرأ بها في المحراب حتى فحص أمره وقبض عليه في سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة، ووقع له ما حكيناه مع ابن مقلة. وفيها توفّى محمد بن عبد الوهاب ابن عبد الرّحمن بن عبد الوهاب أبو علىّ الثّقفىّ النّيسابورىّ الزاهد الواعظ الفقيه، هو من ولد الحجّاج بن يوسف الثّقفىّ، ولد بقوهستان سنة أربع وأربعين ومائتين، وسمع الحديث في كبره من جماعة، وروى عنه آخرون؛ وكان كبير الشأن أعجوبة