وفيها لحق الناس بالبصرة حرّ عظيم في نيّف وعشرين يوما من تموز، وهو «أبيب» بالقبطىّ، فكان الناس يتساقطون موتى بالعراق في الشوارع.
وفيها ولّى العزيز صاحب مصر على دمشق منيرا الخادم، وعزل عنها بكتكين التركىّ، لأنّه كان قيل عنه: إنّه خرج عن الطاعة.
وفيها توفّى أحمد بن الحسين بن أحمد بن علىّ بن محمد العلوىّ الدّمشقىّ، ويعرف بالعقيقى، صاحب الدار المشهورة بدمشق، وكان من وجوه الأشراف جوادا ممدّحا، مات بدمشق في جمادى الأولى.
وفيها توفّى الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل أبو سعيد السّجزىّ القاضى الحنفىّ، وقيل: اسمه محمد، والخليل لقب له، ويعرف أيضا بابن جنك «١» . كان شيخ أهل الرأى في عصره، وكان مع كثرة علمه أحسن الناس كلاما في الوعظ والتذكير، وكان صاحب فنون من العلوم، وطاف الدنيا شرقا وغربا وسمع الحديث، وكان شاعرا فصيحا؛ مات قاضيا بسمرقند في جمادى الآخرة، ورثاه أبو بكر الخوارزمىّ.
وفيها توفّى عبد الله بن علىّ بن محمد أبو نصر السرّاج الصوفى الطوسىّ، كان من كبار مشايخ طوس وزهّادهم، مات بنيسابور في شهر رجب وهو ساجد.
ومن شعره:[البسيط]
ما ناصحتك خبايا الودّ من أحد ... ما لم تنلك بمكروه من العذل
مودّتى فيك «٢» تأبى أن تسامحنى ... بأن أراك على شىء من الزلل