دعوه، فتقدّم وبيده قصّة فأخذها منه، فضربه بسكّين فى جوفه فمات فى ساعته.
فأخذوا الأربعة وقرّروا، فقالوا: نحن إسماعيليّة «١» ؛ فقتلوا وأحرقوا؛ وذلك فى جمادى الأولى.
وفيها توفّى السلطان مسعود بن مودود بن زنكى بن آق سنقر عزّ الدّين صاحب الموصل وابن أخى السلطان الملك العادل نور الدين الشهيد. كان خفيف العارضين أسمر مليح اللّون، عادلا عاقلا محسنا إلى الرعية شجاعا، صبر على حصار السلطان صلاح الدين يوسف بن أيّوب له بالموصل ثلاث مرّات، وحفظ البلد وفرّق الأموال العظيمة. وكان ديّنا صالحا، خرج من الموصل لقتال الملك العادل أبى بكر ابن أيّوب، وكان العادل على حرّان «٢» بعد موت صلاح الدين. فعاد مريضا ومات فى شهر رمضان، وكانت أيّامه ثلاث عشرة «٣» سنة وستّة أشهر. وأوصى بالملك من بعده لولده الأكبر نور الدين أرسلان شاه، وكان أخوه شرف الدين مودود يروم السلطنة، فصرفت عنه لنور الدين هذا فعزّ ذلك عليه.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى الشيخ سنان «٤» بن سليمان البصرىّ زعيم الإسماعيليّة. وأبو منصور عبد الله بن محمد [بن علىّ «٥» بن هبة الله] ابن عبد السلام الكاتب. والقاضى أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمىّ بالإسكندريّة. وصاحب الموصل عزّ الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن زنكى.