السّلجوقيّة بالعراق سوى «١» صاحب الروم. وكان مبدأ أمره- عند وفاة والده- سنة ثلاث «٢» وسبعين وخمسمائة، وكان صغير السّنّ فكفله البهلوان «٣» إلى أن مات فى سنة اثنتين وثمانين، فكفله بعده أخو «٤» البهلوان لأبيه حتّى أنف من الحجر وخرج عن يده، وانضاف إليه جماعة من الأمراء، وكسر عسكر الخليفة وأسر ابن يونس «٥» وهابته الملوك. وكان طغرلبك هذا سفّا كاللدماء، قتل وزيره رضىّ الدين الغزنوىّ «٦» ، وفخر الدين العلوىّ رئيس همذان. ثم وقع له أمور ومحن وأخذ وحبس. وقد تقدّم أن طغرلبك هذا آخر ملوك السّلجوقيّة، وعدّتهم نيّف وعشرون ملكا، ومدّة ملكهم مائة وستون سنة. وأوّل من ملك منهم طغرلبك فى سنة اثنتين وثلاثين «٧» وأربعمائة؛ ثم ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقماق «٨» ، وهو ابن أخى طغرلبك؛ ثم بعده ولده ملكشاه؛ ثم ولده محمود؛ ثم أخوه بركياروق؛ ثم أخوه محمد شاه؛ ثم ولده محمود؛ ثم واحد بعد واحد. حسب ما ذكرناهم فى هذا الكتاب كلّ واحد فى محلّه. وطغر يلبك (بضم الطاء المهملة وسكون الغين المعجمة وكسر «٩» الراء