بإمرة عشرة، ثم نفاه ثانيا، وشفع فيه بعد مدة، فعاد إلى القاهرة بطالا، ودام بها إلى أن مات.
كان تركى الجنس، ويتفقه ويشارك فى ظواهر مسائل، على قاعدة غالب فقهاء الأتراك، سألنى مرة سؤالا، وابتدأ فى سؤاله بقوله:«باب» ، فقبل أن يتم السؤال، قلت له:«باب مرفوع على أى وجه؟» ، فسكت، ثم قال:«هذا شىء لم أسمعه منذ عمرى» ، فضحك جميع من حضر، ولم يسألنى بعدها، إلى أن مات. وكان عفيفا عن الفواحش، إلا أنه كان فيه البخل وسوء الخلق وتعبيس الشكالة، رحمه الله.
وتوفى الشيخ زين الدين عبد الرحمن [بن محمد بن محمد بن يحيى] السّندبيسى «١» الشافعى، أحد فقهاء الشافعية، فى ليلة الأحد سابع عشر صفر، ودفن من الغد «٢» ، وكان معدودا من فقهاء الشافعية، رحمه الله تعالى «٣» .
وتوفى الأمير سيف الدين أسنباى بن عبد الله الظاهرى الزّردكاش، كان أحد أمراء العشرات، فى العشر الأخير من صفر، عن سنّ عال. وكان من أعيان مماليك الملك الظاهر برقوق، وممن صار فى أيام أستاذه، زردكاشا، وأسر فى كائنة تيمور، وحظى عنده، وجعله تيمورلنك زرد كاشه، ودام عنده إلى أن مات؛ فقدم القاهرة، ودام بها إلى أن استقر فى دولة الملك المؤيد أمير عشرة وزرد كاشا كبيرا، وصار مقربا عند الملك المؤيد إلى الغاية؛ ثم عزل عن الزردكاشية بعد موت الملك المؤيد، ودام على إمرة عشرة، وتولى نيابة دمياط غير مرة، إلى أن مات بالقاهرة على إمرته. وكان رجلا عاقلا عارفا بمداخلة الملوك وبصناعة الزردخاناة، وكان حلو المحاضرة أخباريّا، حافظا لما رأى من الوقائع والحروب وأحوال السلف، وكان حسن السمت، عليه أنس وخفر، ولكلامه رونق ولذة فى السمع؛ نقلت عنه كثيرا