إلى مصر يوم الأربعاء في ثالث عشرين شوّال، ودام خليفته بها إلى أن قدمها تكين المذكور في يوم ثانى ذى الحجّة من سنة سبع وتسعين ومائتين.
قال صاحب «البغية والاغتباط فيمن ولى الفسطاط» : قدم تكين يوم السبت لليلتين خلتا من ذى الحجّة موافقا لنا، لكنّه زاد في يوم السبت. وتكين هذا مولى المعتضد بالله، نشأ في دولته حتى صار من جملة القوّاد، ثم ولّاه المقتدر دمشق ومصر وأقرّه عليهما «١» القاهر. وكان تكين جبّارا مهيبا ولكنّه كانت لديه فضيلة. وحدّث عن القاضى يوسف وغيره. ودام تكين على إمرة مصر مدّة إلى أن بعث للخليفة في سنة تسع وتسعين ومائتين هدايا وتحفا، وفي جملة الهدايا ضلع إنسان طوله أربعة عشر شبرا في عرض شبر، زعموا أنّه من قوم عاد؛ وفي جملة الهدايا أيضا تيس له ضرع يحلب لبنا، وخمسمائة ألف دينار، ذكر تكين أنه وجدها فى كنز بمصر. واستمر تكين بعد ذلك على إمرة مصر حتّى خرج عليها جماعة من الأعراب والأحواش «٢» فجهّز تكين لحربهم جيشا إلى برقة، وجعل على الجيش المذكور أبا اليمنى «٣» وخرج الجيش إلى برقة- وكان هؤلاء الأعراب من جملة عساكر المهدىّ عبيد الله الفاطمىّ الذي استولى على بلاد المغرب- فلما قارب الجيش برقة خرج إليهم حباسة «٤» بن يوسف بعساكر المهدىّ عبيد الله الفاطمىّ المقدّم ذكره، وقاتل