فارس، وكان ملكا عاقلا شجاعا مهيبا، اعتلّ بقرحة في الكلى أنحلت جسمه، ومات بشيراز وله تسع وخمسون سنة. وأقام الخليفة المطيع لله مقامه أخاه أبا علىّ الحسن ركن الدولة والد السلطان عضد الدولة بن بويه. وكان معزّ الدولة أحمد بن بويه صاحب أمر الخلافة يومئذ يحبّ أخاه عماد الدولة المتوفّى ويحترمه ويكاتبه بالعبوديّة ويقبّل الأرض بين يديه اذا اجتمعا مع عظم سلطانه، لكونه «١» الأكبر سنّا. وفيها توفّى محمد بن عبد الله بن دينار أبو عبد الله الفقيه الزاهد العدل النّيسابورىّ، وكان صالحا عابدا يحجّ دائما، ومات عند منصرفه من الحجّ في صفر؛ رضى الله عنه.
وفيها توفّى أحمد بن محمد بن إسماعيل العلّامة أبو جعفر النحاس المصرىّ النحوىّ، كان من نظراء ابن الأنبارىّ ونفطويه، وله كتاب «إعراب القرآن» وكتاب «المعانى» وكتاب «اشتقاق الأسماء الحسنى «٢» » ، ومصنّفات كثيرة غير ذلك. وفيها توفّى إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن أبو إسحاق الأنطاكىّ الفقيه المقرئ؛ قرأ على هارون بن موسى الأخفش وأحمد بن أبى رجاء وغيرهما، وصنّف كتابا في القراءات الثمان، وسمع الكثير وحدّث.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أحمد بن سليمان ابن زبّان «٣» الكندىّ الدّمشقىّ، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحّاس، وإبراهيم بن عبد الرزّاق الأنطاكىّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبى ثابت، وأبو علىّ الحسن بن حبيب الحضائرىّ «٤» ، وعماد الدولة علىّ بن بويه الدّيلمىّ صاحب