التشيّع والرّفض. وفيها أخذت الروم سروج «١» فقتلوا وسبوا وأحرقوا البلد. وفيها حجّ بالناس أحمد بن عمر بن يحيى العلوىّ. وفيها في آخر شوال توفّى المنصور أبو طاهر إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن عبيد الله المهدىّ العبيدىّ الفاطمىّ صاحب المغرب، مات بالمنصورة التى بناها ومصرها، وصلّى عليه ابنه ولىّ عهده أبو تميم معذ الملقّب بالمعزّ لدين الله؛ وهو الذي تولّى الخلافة بعده. وكان ملكا حادّ الذهن سريع الجواب فصيحا مفوّها يخترع الخطب، عادلا في الرعيّة، أبطل كثيرا من المظالم مما أحدثه آباؤه؛ ومات وله أربعون سنة، وكانت مدّة مملكته سبعة أعوام وأيّاما؛ وخلّف خمسة بنين وخمس بنات. وقام بعده ابنه المعزّ لدين الله فأحسن السّيرة وصفت له المغرب. ثم افتتح المعزّ لدين الله مصر وبنى القاهرة؛ على ما يأتى ذكره إن شاء الله تعالى بأطول من هذا في ترجمة المعزّ المذكور. وفيها توفّى أحمد بن محمد أبو العبّاس الدّينورىّ، كان من أجلّ المشايخ وأحسنهم طريقة، وكان يتكلّم على لسان أهل المعرفة بأحسن كلام. تكلّم يوما فصاحت عجوز في مجلسه؛ فقال لها: موتى؛ فقامت وخطت خطوات، ثم التفتت إليه وقالت: هأنا قد متّ، ووقعت ميّتة. وكان يقول:
مكاشفات الأعيان بالأبصار، ومكاشفات القلوب بالاتصال. وفيها توفّى الشيخ العابد القدوة أبو الخير التّيناتىّ «٢» الأقطع صاحب الكرامات- وتينات «٣» : قرية من قرى أنطاكية، وقيل: هى على أميال من المصّيصة- أقام بتينات مدّة سنين، وكان يسمّى الأقطع لأن يده كانت قطعت ظلما في واقعة جرت له يطول الشرح فى ذكرها. ومن كراماته [أن] كانت الوحوش تأنس به رضى الله عنه.