وهل نافعى أن ترفع الحجب بيننا ... ودون الذي أمّلت منك حجاب
أقلّ سلامى حبّ ما خفّ عنكم ... وأسكت كيما لا يكون جواب
ومنها:
وما أنا بالباغى على الحبّ رشوة ... ضعيف هوى يبغى عليه ثواب
وما شئت ألا أن أدلّ عواذلى ... على أنّ رأيى في هواك صواب
وأعلم قوما خالفونى فشّرقوا ... وغرّبت أنى قد ظفرت وخابوا
ومنها:
وإنّ مديح الناس حقّ وباطل ... ومدحك حقّ ليس فيه كذاب
إذا نلت منك الودّ فالمال هيّن ... وكلّ الذي فوق التراب تراب
وما كنت لولا أنت إلّا مهاجرا ... له كلّ يوم بلدة وصحاب
ولكنّك الدنيا إلىّ حبيبة ... فما عنك لى إلّا إليك ذهاب
وأقام المتنبىّ بعد إنشاد هذه القصيدة سنة لا يلقى كافورا غضبا عليه، لكنه يركب في خدمته [خوفا منه «١» ] ولا يجتمع به؛ واستعدّ للرحيل في الباطن وجهّز جميع ما يحتاج إليه. وقال في يوم عرفة قبل مفارقته مصر بيوم واحد قصيدتّه الداليّة التى هجا كافورا فيها. وفي آخر هذه القصيدة المذكورة يقول:
من علّم الأسود المخصىّ مكرمة ... أقومه البيض أم آباؤه الصّيد
أم أذنه في يد النخّاس دامية ... أم قدره وهو بالفلسين مردود
ومنها:
وذاك أنّ الفحول البيض عاجزة ... عن الجميل فكيف الخصية السّود