للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبيد الله بن طغج بن جفّ، وهو ابن عمّ أبيه، وكان صاحب الرملة من بلاد الشام، وهو الذي مدحه المتنبىّ بقصيدته التى أوّلها:

أنا «١» لائمى إن كنت وقت اللوائم ... علمت بمابى بين تلك المعالم

وقال في مخلصها:

إذا صلت لم أترك مصالا «٢» لفاتك ... وإن قلت لم أترك مقالا لعالم

وإلّا فخانتنى القوافى وعافنى ... عن ابن عبيد الله ضعف العزائم

ومنها:

أرى دون ما بين الفرات وبرقة ... ضرابا يمشّى الخيل فوق الجماجم

وطعن غطاريف كأنّ أكفّهم ... عرفن الرّدينيات قبل المعاصم

حمته على الأعداء من كل جانب ... سيوف بنى طغج بن جفّ القماقم

هم المحسنون الكرّ في حومة الوغى ... وأحسن منه كرّهم في المكارم

وهم يحسنون العفو عن كلّ مذنب ... ويحتملون الغرم عن كلّ غارم

قال: ولمّا تقرّر الأمر على هذه القاعدة تزوّج الحسن بن عبيد الله فاطمة ابنة عمّه الإخشيذ، ودعوا له على المنابر بعد أبى الفوارس أحمد بن علىّ صاحب الترجمة.

قال: والحسن بالشام. واستمرّ الحال على ذلك إلى ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت من شعبان من سنة ثمان وخمسين وثلثمائة، ودحل إلى مصر رايات المغاربة الواصلين صحبة القائد جوهر المعزّى، وانقرضت الدولة الإخشيذيّة من مصر. وكانت مدّتها أربعا وثلاثين سنة وعشرة أشهر وأربعة وعشرين يوما. وكان قد قدم الحسن بن