وقد اختصرنا من أمور الفاطميين نبذة كثيرة خشية الإطالة والخروج عن المقصود، وفيما ذكرناه كفاية، ويعلم به أيضا أحوالهم بالقياس «١» . وربّما يأتى ذكرهم في عدة تراجم أيضا؛ فإنّهم ثلاثة عشر خليفة بمصر، نذكرهم إن شاء الله فى هذا الكتاب كلّ واحد على حدته.
*** وأمّا خطبة الخليفة في شهر رمضان، فنذكرها من قول ابن عبد الظاهر.
قال:«وأمّا عظم الخليفة في أيّامه وما كانت قاعدته وطريقته التى رتّبها ودامت من بعده عادة لكل خليفة فشىء كثير؛ من ذلك: أنّه كان يخطب في شهر رمضان ثلاث خطب ويستريح فيه جمعة، وكانوا يسمّونها جمعة الراحة «٢» . وكان إذا أراد أن يخطب يتقدّم متولّى خزانة الفرش إلى الجامع ويغلق المقصورة التى برسم الخليفة والمنظرة وأبواب مقاصيرها وبادهنج «٣» المنبر ثمّ يركب متولّى بيت المال، وعلى يد كلّ واحد منهما تعليقه «٤» وفرشه، وهى عدّة سجّادات مفروزة «٥» منطّقة وبأعلاها سجادة لطيفة، لا تكشف إلّا عند توجّه الخليفة إلى المحراب. ثم يفرش الجامع بالحصر المحاريب «٦» المفروزة ممّا يلى المحراب- وكان ذلك بجامع الأزهر قبل أن يبنى الحاكم جامعه، ثمّ صار بعد ذلك بجامع الحاكم- ثم يهيّأ للداخل للجامع مثل ذلك، ثم يطلق البخور، وتغلق أبواب الجامع ويجعل عليها الحجّاب والبوّابون؛ ولا يمكّن