وفيها توفّى عبد الله بن محمد الراسبىّ، كان بغدادىّ الأصل وكان من كبار المشايخ وأرباب المعاملات. ومن كلامه قال: خلق الله الأنبياء للمجالسة، والعارفين للمواصلة، والمؤمنين للمجاهدة. ومن كلامه: أعظم حجاب بينك وبين الحق اشتغالك بتدبير نفسك، واعتمادك على عاجز مثلك في أسبابك. وتوفّى ببغداد.
وفيها توفّى أبو تغلب الغضنفر بن ناصر الدولة الحسن بن حمدان التغلبيّ، وقد تقدّم ذكر وفاته، والأصحّ أنّه في هذه السنة. كان ملك الموصل وديار ربيعة وقلاع ابن حمدان، ووقع له حروب مع بنى بويه وأقاربه بنى حمدان، إلى أن طرقه عضد الدولة وأخذ منه بلاده فانهزم إلى أخلاط «١» ؛ ثمّ توجّه نحو الديار المصريّة وحارب أعوان العزيز صاحب مصر فقتل في المعركة، وبعث برأسه إلى العزيز صاحب الترجمة.
وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان «٢» الحافظ أبو محمد الأصبهانىّ أبو الحافظ صاحب التصانيف؛ ولد سنة أربع وسبعين ومائتين، وسمع في صغره من جدّه لأمّه محمود بن الفرج الزاهد وغيره، وهو صاحب تاريخ بلده، والتاريخ على السنين، و" كتاب السنّة" و" كتاب العظمة" وغيرها.
وفيها توفّى أبو سهل محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون العجلىّ الصّعلوكىّ النّيسابورىّ الفقيه الشافعىّ. كان أديبا لغويّا مفسرا نحويّا شاعرا صوفيّا. ولد سنة ستّ وتسعين ومائتين، ومات في ذى القعدة. ومن شعره:[الطويل]