بالإسراع إليه وضبط ممالك أخيه مؤيّد الدولة؛ فقدم فحر الدولة إليه وملك بلاد أخيه، واستوزر الصاحب بن عباد المذكور. وعظم ابن عبّاد في أيام فخر الدولة إلى الغاية.
وفيها كان الغلاء المفرط بالعراق، وبلغ الكرّ القمح أربعة آلاف وثمانمائة درهم، ومات خلق كثير على الطريق جوعا، وعظم الخطب.
وفيها ولّى العزيز نزار صاحب الترجمة خطلخ «١» القائد إمرة دمشق.
وفيها توفّى السلطان مؤيّد الدولة أبو منصور بويه ابن السلطان ركن الدولة حسن بن بويه المقدّم ذكره. مات بجرجان وله ثلاث وأربعون سنة وشهر.
وكانت مدّة إمرته سبع سنين وشهرا. وكان قد تزوّج ببنت عمّه معزّ الدولة، فأنفق فى عرسها سبعمائة ألف دينار. وكان موته في ثالث عشر شعبان؛ فيكون بعد موت أخيه عضد الدولة بنحو عشرة أشهر. وصفا الوقت لأخيهما فخر الدولة.
وفيها توفّى سعيد بن سلّام أبو عثمان المغربىّ. مولده بقرية يقال لها كركنت «٢» ، كان أوحد عصره في الزهد والورع والعزلة.
وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن عثمان «٣» بن المختار أبو محمد المزنىّ الواسطىّ الحافظ، كان ثقة، مات بواسط. ومن كلامه قال: «الذين وقع عليهم اسم الخلافة ثلاثة:
آدم، وداود عليهما السلام، وأبو بكر الصديق رضى الله عنه. قال الله تعالى في حقّ آدم:(إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)