للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من قرية يقال لها كرماس «١» بين إسعرذ «٢» والمعدن، وكانوا رؤساءها. فلمّا خرج پاد خرج معه أولاد مروان المذكور وهم: الحسن «٣» وسعيد وأحمد وأخ آخر. فلمّا قتل پاد انضمّ عسكره على ابن أخته الحسين، واستفحل أمره وتقاتل مع من بقى من بنى حمدان فهزمهم. ثمّ مات عضد الدولة بن بويه، فصفا له الوقت وملك ديار بكر وميّافارقين، وأحسن السيرة في الناس فأحبّته الرعيّة؛ ثم افتتح بعد ذلك عدّة حصون، يأتى ذكرها إن شاء الله تعالى في محلّها.

وفيها توفّى عبد الرّحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة الخطيب الفارقىّ «٤» صاحب الخطب، والذي من ذرّيته الشيخ جمال الدين محمد بن نباتة الشاعر المتأخر، الآتى ذكره إن شاء الله تعالى. وكان مولده بميّافارقين في سنة خمس وثلاثين وثلثمائة.

وكان بارعا في الأدب، وكان يحفظ" نهج البلاغة" وعامّة خطبه بألفاظها ومعانيها، ومات بميافارقين عن تسع وثلاثين سنة. ولولده أبى طاهر محمد خطب أيضا.

وفيها توفّى محمد بن محمد بن مكّىّ أبو أحمد «٥» القاضى الجرجانى، رحل في طلب الحديث ولقى الشيوخ، وكان حافظا فاضلا أديبا. ومن شعره رحمة الله:

[الوافر]

مضى زمن وكان الناس فيه «٦» ... كراما لا يخالطهم خسيس