وفيها سار صمصام الدولة بن عضد الدولة من شيراز يريد الأهواز، فخرج بهاء الدولة من بغداد ونزل واسطا، وأرسل جيشا لقتال صمصام الدولة بن بويه، فالتقوا مع صمصام الدولة وانتصروا عليه.
وفيها عزل الشريف أبو أحمد الموسوىّ عن نقابة الطالبيّين، وصرف ولداه الرضى والمرتضى عن النيابة عنه، وتولّى عوضه الشريف الزينبىّ «١» .
وفيها رجع الحاجّ إلى بغداد، ولم يحجّ أحد من العراق خوفا من القرامطة.
وفيها توفّى إبراهيم بن هلال أبو إسحاق الصابئ صاحب الرسائل؛ كان فاضلا شاعرا، نكب غير مرّة بسبب رسائله. ومولده في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وثلثمائة، ومات في هذه السنة، ودفن بالشّونيزيّة «٢» . ورثاه الشريف الرضى الموسوىّ بقصيدته الدالية التى أوّلها:[الكامل]
أرأيت من حملوا على الأعواد ... أرأيت كيف خبا ضياء النادى «٣»
وعاتبه الناس في ذلك لكونه شريفا ورثى صابئا؛ فقال: إنما رثيت فضله.
قال ابن خلكان: وجهد فيه عزّ الدولة أن يسلم فلم يفعل. وكان يصوم شهر رمضان مع المسلمين ويحفظ القرآن الكريم أحسن حفظ.
وفيها توفّى عبد الله «٤» بن محمد بن نافع بن مكرم أبو العباس البستىّ الزاهد، كان ورث من آبائه أموالا عظيمة أنفقها على الفقهاء والفقراء، أقام سبعين سنة لا يستند إلى جدار ولا إلى غيره، ومات في المحرّم.