للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبيه، فمشيا في الناس فصلى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقام سعد بن عبادة خلفه، فقال: من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطاب يبخلان علي ابني اهـ.

وقال موسى بن عقبة: وقفت على قيس عجوز فقالت: أشكو إليك قلة الجرذان، فقال: ما أحسن هذه الكناية! املئوا بيتها خبزاً ولحماً وسمناً وتمراً. وقال أبو تميلة «١» يحيى بن واضح: أخبرنا أبو عثمان من ولد الحارث بن الصمة قال: بعث قيصر إلى معاوية: ابعث إلي سراويل أطول رجل من العرب، فقال لقيس بن سعد: ما أظن إلا قد احتجنا إلى سراويلك، فقام وتنحى وجاء بها فألقاها، فقال:

ألا ذهبت إلى منزلك ثم بعثت بها! فقال:

أردت بها أن يعلم الناس أنها ... سراويل قيس والوفود شهود

وألا يقولوا غاب قيس وهذه ... سراويل عادي نمته ثمود

وإني من الحي اليماني لسيد ... وما الناس إلا سيد ومسود

فكدهم بمثلي إن مثلي عليهم ... شديد وخلقي في الرجال مديد

فأمر معاوية أطول رجل في الجيش فوضعها على أنفه، قال: فوقفت بالأرض اهـ.

ولما ولاه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على مصر لما ولي الخلافة بعد قتل عثمان وبعثه إلى مصر فوصل إليها في مستهل شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين فدخلها قيس ومهد أمورها واستمال الخارجية بخربتا من شيعة عثمان ورد عليهم أرزاقهم، وقدموا عليه بمصر فأكرمهم وأنعم عليهم، وكان عنده رأي ومعرفة ودهاء، فعظم على معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ولايته لمصر فإنه كان من حزب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واجتهدا كثيراً ليخرجاه منها فلم يقدرا على ذلك