للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفّى إبراهيم بن أحمد [بن محمد أبو إسحاق «١» ] الطبرىّ المقرئ شيخ الشهود ومقدّمهم ببغداد والبصرة والكوفة ومكة والمدينة. قرأ القرآن وسمع الكثير، وكان مالكىّ المذهب، وحجّ فأمّ بالناس بالمسجد الحرام أيّام الموسم؛ وما تقدّم فيه إمام ليس بقرشىّ سواه. وقرأ عليه الرضىّ الموسوىّ القرآن. وسكن بغداد وحدّث بها إلى أن توفّى بها رحمه الله.

وفيها توفّى محمد بن عبد «٢» الله [بن محمد بن محمد «٣» ] بن حليس «٤» السّلامىّ الشاعر المشهور، كان فصيحا بليغا. ومن شعره وهو في المكتب وهو أوّل قوله:

[المنسرح]

بدائع الحسن فيه مفترقه ... وأعين «٥» الناس فيه متّفقه

سهام ألحاظه مفوّقة ... فكلّ من رام وصله «٦» رشقه

قال الثعالبىّ في حقّه: هو من أشعر أهل العراق قولا بالإطلاق، وشهادة بالاستحقاق. ثم قال بعد ما أثنى عليه: وقال الشعر وهو ابن عشر «٧» سنين.

وفيها توفّيت ميمونة بنت ساقولة الواعظة البغدادية، كان لها لسان حلو في الوعظ.

قالت: هذا قميصى له اليوم سبع وأربعون سنة ألبسه وما تخرّق، غزلته لى أمّى؛ الثوب إذا لم يعص الله فيه لا يتخرّق.